Sunday 27 October 2013

رواية جديدة للكاتب العماني محمود الرحبي بعنوان" فراشات الروحاني"


بعد خمس مجموعات قصصية وضعت القاص محمود الرحبي في صدارة المشهد السردي في سلطنة عمان والخليج العربي صدرت عن "دار فضاءات" في عمّان مؤخرا رواية ”فراشات الروحاني” هي الثالثة لمؤلفها بعد ”خريطة الحالم” و”درب المسحورة”، ومن خلالها يواصل الرحبي الحائز على جائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب في القصة القصيرة حفريّاته، ومشروعه الإبداعي القائم على أسطرة الواقع وملامسة تفاصيله بروح مغرقة بالتأمل، بلغة شعرية، وأناقة في التناول .
تتحدث الرواية الجديدة التي تقع في 270 صفحة من القطع الوسط، وهي طويلة بالنسبة إلى روايتيه السابقتين، عن ممارسة العلاج الروحي بالإعتماد على التخيل، والإستعادة، وخلق واقع جديد، وشخصنة المعنوي، والجماد، بأسلوب مشوق وطريقة جذابة، يفوق ما يقدمه شيخ واعظ أو متخصص بالتنمية البشرية مما يوحي بخبرة لا مثيل لها بهذا النوع من العلاج. كما جاء في كلمة الناشر على الغلاف الأخير من الرواية.
عن طريق المعالج الروحاني سعيد هاشم والحالات التي يعالجها، يجد القاريء مهما كان مستواه الاجتماعي أو الثقافي –علاجا روحيّا لما يعاني من أمراض وانجرافات، قد يخجل من البوح بها، فمستوى الحوار بين المريض والمعالج يتنوع بتنوع الشخص المريض وطبيعة الأزمة النفسية التي يعاني منها، فطريقة العلاج متميزة ومفاجئة، وتجعله يصدم بمقدرة المعالج الروحاني فيكسب ثقته، ويستسلم له.

من أجواء الرواية

"في بهو فندق قصر السراب، كان سعيد هاشم، المعالج الروحاني، يراقب منتشيا سيلا من الفراشات يحوم أمام عينيه، لم يكن لها أدنى حضور في فضاء الفندق، بيد أنها موجودة كحقيقة –فقط- في ذاكرته، حيث بدأت مخيلته في اجترار هلاماتها الخاصة، في تلك اللحظة من التشكل لسرب الفراشات ذاك، ثم انتقالها البطيء من شريط رأسه إلى عينيه، ظهرت الفتاة الثلاثينية (كرمة) وهي تتقدم بابتسامة يكبر بريق شعاعها في كل خطوة تتقدمها ناحيته.

Saturday 19 October 2013

رواية الحكاية المضادة : نتاج جديد للروائي العراقي حمزة الحسن


صدرت عن دار الحكمة في القاهرة رواية (الحكاية المضادة) للروائي حمزة الحسن التي تحكي سيرة بلدة أسسها بائع دكان تبغ للجندرمة العثمانيين منتصف القرن التاسع عشر الذي صار مركزاً لتجمع الأكواخ. سيرة من الطبيعة إلى السلطة، من البراءة إلى نظام صارم في التحكم وإلى الاحتلال وفوضى اليوم، كل ذلك يأتي في سياق اليوم الأخير لعبّارة ـــــ معدية لنقل السيارات كما في لوحة الغلاف ـــــ سيكون رحيلها وبناء الجسر البديل كنقطة تحول ومنعطف ليس في تاريخ البلدة بل تاريخ العراق، حيث بدأ تشويه الطبيعة وقطع الأشجار والغابات وظهور زمن الايديولوجيا وتحولت أغصان الأشجار إلى فلقات ومنعطفات النهر الى مراكز مراقبة. تاريخ الافراد والشعوب والجماعات يروى من زوايا ووجهات نظر وطبقات وعقائد مختلفة وكل حكاية لها حكاية مضادة.
من زمن فوانيس الشوارع إلى زمن المصابيح والمعتقلات والحروب والخ. أما من ناحية الشكل فالرواية تحاول التعرض إلى هذه القضايا المعقدة من خارج مناطق السرد المألوفة كالخطابية والمباشرة إلى سرد هادئ أقرب إلى السرد السيروي مع استعمال تام لتقنيات العمل الروائي خاصة أساليب الرواية الجديدة دون القطع مع خطاب الحكاية وتقاليد السرد المعروفة لأن الرواية ليست سرد مغامرات بل مغامرة السرد بتعبير كلود سيمون.