Friday 29 June 2012

"قوارب الشمع" رواية أولى للكاتبة المصرية ياسمين مجدي


صدرت مؤخراً رواية 'قوارب الشمع' للروائية المصرية ياسمين مجدي عن سلسلة 'كتابة' بالهيئة العامة لقصور الثقافة. وتعد الرواية الإصدار الأول في سلسلة 'كتابة'، والتي يرأس تحريرها د.هيثم الحاج علي، ويدير تحريرها عادل سميح.
تتعرض رواية ياسين مجدي 'قوارب الشمع' للمدن بوصفها ميراث تستلمه البطلة من نساء العائلة السابقات. فتستعمل البطلة الملح في مقاومة السكر، والبحر في مجابهة الصحراء، وتتراوح بين مقاومة الاستسلام لمكان يصر على البقاء والامتداد، رغم أن زمناً ما قد مر وترك ملامحه عليه.
من أجواء الرواية: 'لا يمنع كون المرأة جميلة أن يكون صدى ضحكتها مشابهاً لصوت قرقعة الخشب. وحينما يقرقع بيت خشبي بالكامل لن يكون بيتاً للأشباح، سيكون بيتاً قديماً سكنته عائلة'.

Saturday 23 June 2012

عدد جديد من مجلة الأدب العربي الصادرة بالأنكليزية بانيبال: العدد 44


إحتفت مجلة "بانيبال" في عددها الجديد، رقم 44، بالمرأة العربية الكاتبة وخصصت لها ملفا أساسيا احتوى على أربع قصص قصيرة وثمانية فصول روائية لكل من حزامة حبايب (فلسطين)، فضيلة الفاروق (الجزائر)، ليلى أبو العلا (السودان)، حوراء النداوي (العراق)، رشيدة الشارني (تونس)، رينيه الحايك (لبنان)، هدى الجهوري (عُمان)، منصورة عز الدين (مصر)، مها حسن ولينا هويان الحسن (سوريا)، لطيفة لبصير وحنان درقاوي (المغرب) "وهن جميعا" طبقا لما ورد في افتتاحية المجلة "يكتبن بلغة قوية بليغة حول قضايا إنسانية مختلفة مثل الضياع، والهوية، واليقظة الشخصية، والهجرة، والنفي، ومعنى أن يكون المرء أسود في العالم العربي، والظلم والإجحاف، بالإضافة إلى قضايا السجن والتمييز والسفر والتقاليد المحليّة".
كما احتوى العدد الجديد على أجزاء من رواية "كوميديا الأشباح" لفاضل العزاوي، "طبيب تمبكتو" لعمر الانصاري، "القندس" لمحمد حسن علوان، قصة قصيرة لحسين الموزاني، وشهادة أدبية للحبيب السالمي بعنوان "بيت لا كتب فيه"، وانطباعات لمريم الساعدي عن زيارتها الى كوريا بالاضافة الى مقالات نقدية عدة عن احدث الروايات العربية المترجمة الى الانكليزية والفرنسية.
وفي زاوية "الأدب الضيف" قدمت المجلة الشاعرة الاميركية مارلين هاكر، التي حازت على جائزة الاركانة العالمية للشعر، والتي يمنحها بيت الشعر في المغرب.
وجاء في الافتتاحية التي كتبها محرر المجلة الكاتب العراقي صموئيل شمعون:
"في نيسان (أبريل) الماضي، دعيت للمشاركة في المنتدى الأدبي لآسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية في كوريا، لأتحدّث عن مسيرة مجلة بانيبال منذ صدورها قبل خمسة عشر عاما. فقلت بعد أن استعرضت الانجازات التي حققتها المجلة، إن الاسباب التي جعلت من بانيبال مشروعاً مهماً وفريداً، هي، أنها قبل كل شيء مجلة أدبية عربية تصدر باللغة الإنكليزية، لا مجلة إنكليزية تتحدث عن الأدب العربي. وفي المقام الثاني، فإن بانيبال مجلة بزغت من قلب المشهد الأدبي العربي نفسه، مما يعني أن لا علاقة لها بالتصورات المسبقة والمفاهيم النمطية السائدة في الغرب عن الوطن العربي، وهو أمر مكنها من عرض أفضل الإبداعات الأدبية العربية في مجالي النثر والشعر باستقلالية تامة".
ولكم كان مصيبا ستيفان فايدنر، محرّر مجلة "فكر وفن" الألمانية، عندما كتب ذات مرة عن بانيبال، قائلا "إن ما يميّز مجلة بانيبال حقاً هو أنها ليست مجلة عن الأدب العربي، بل إنها الأدب العربي نفسه، لأنها تدع الكتّاب والنقّاد العرب يتحدّثون عن أنفسهم، موفرة فضاء رحباً لصوت الأدب العربي بلغة غربية، وهذا أمر فريد بحد ذاته. إنها أفضل وسيلة لتحدي جميع الميول الغربية التي تنحو إلى الهيمنة الثقافية".
"ومن حسن حظ بانيبال أنها لم تعد وحيدة في تحمل عبء نقل الأدب العربي الجيد إلى الناطقين باللغة الإنكليزية والى لغات اخرى، لاسيما بعد إنشاء الجائزة الأدبية الرفيعة المستوى، "الجائزة العالمية للرواية العربية" (البوكر العربية) التي تعلن سنوياً قائمة طويلة وقائمة قصيرة للأدب العربي، تختارهما لجان مؤلفة من حكام ذوي خبرة عالية يقرأون هذه الأعمال بدون أن تكون لديهم أي مواقف مسبقة تجاهها. وقبل سنتين، انطلق مشروع قوي آخر يهتم بنشر الأعمال الأدبية الجيدة لكتّاب عرب، وأقصد بذلك "دار بلومزبري - مؤسسة قطر للنشر" التي تضم فريقاً واسع الإطّلاع، ثنائي اللغة من الخبراء. كل هذا يجعلني واثقا بأن بانيبال، إلى جانب الجائزة العالمية للرواية العربية ودار بلومزبري - مؤسسة قطر للنشر، ستواصل مهمتها في الترويج لأدب يعكس حقاً التطوّرات الحاصلة في الكتابة الإبداعية في أنحاء العالم العربي على نحو صادق ومخلص".

بساط الروح: مجموعة قصصية جديدة للكاتب المغربي عبد الله زروال



بعد مجموعته القصصية الأولى الصادرة سنة 2008 والتي تحمل عنوان "ذلك النشيد"، أصدر القاص عبد الله زروال مجموعته القصصية الثانية: "بساط الروح"
صدرت هذه المجموعة عن شركة مطابع الأنوار المغاربية بوجدة، وتقع في 90 صفحة من الحجم المتوسط، وقد أبدع لوحتها، وصمم غلافها، الفنان التشكيلي إبراهيم حمامي. وتضم بين دفتيها أربع عشرة قصة قصيرة:
القصة المقصية - البئر - حمحمات جريحة - بساط الروح - مع هؤلاء - موقف النساء - انشراح طبقي - ومضات متوترة - في رأسي تقرع الأجراس - خيمة للشتاء والصيف - تميمة لمتاهات الاحتمال - كالعب بالثلج - نباح - وانكسر الفنن.
ومما جاء في الواجهة الثانية من الغلاف هذا المقطع المقتطف من قصة بساط الروح:
وقفت طويلا أتأمل بياض ذلك البساط الصافي، وبساطته الآسرة، ثم استلقيت على ظهري في وسطه. أشعرني لينه ووثارته بالخفة والراحة والانتشاء فنمت، نمت تلك النومة التي لا أنساها، ورأيت ما رأيت:
البساط يتحرك، يهتز، يأخذ في الارتقاء بي رويدا رويدا، ثم ينطلق بي كالسهم في الأجواء، بعيدا عن الحي الذي لم أكن أحبه، ولا أطيق فيه المقام، وأنا أقف فاتحا صدري لتيارات الهواء الندية، أنظر إلى الأسفل، فلا أرى إلا أمي تلوح لي من بعيد في جلباب أبيض كالحليب.

رواية وسيرة ذاتية..كوكب المسرات للكاتب العراقي سعدون السباهي




  صدر عن دار آراس للطباعة والنشر بمدينة اربيل  العراقية مؤخراً، كتاب (كوكب المسرات) للاديب العراقي محمد سعدون السباهي، وهو سيرة ذاتية من يوميات سجين، كتبها السارد/المؤلف اثناء مدة قضاء محكوميته في سجن ببغداد.
وتضمن النص 17 فصلاً بـ 226 صفحة من القطع المتوسط، يسرد فيه المؤلف وقائع محاكمته ونقله من التسفيرات الى سجن (ابو غريب) في بغداد، وانطباعاته وهو يودع في غرفة صغيرة قذرة، ويتأسف على فراق اهله وأحبته، وحرمانه من المشاركة في فعاليات مهرجان المربد الثقافي للالتقاء بالاصدقاء من الادباء.

ويسرد المؤلف تفاصيل قاعات السجن والاشخاص المودعين فيه، وهم يقضون اياماً ثقيلة بطيئة، قاطعين الامل في الغد، وليس لهم سوى الحاضر، وهم يتوقون لأبسط مستلزمات الحياة، والكل داخل السجن يؤمن انه ضحية قوانين جائرة، مشروعها من دون قلب وضمير، ومنفذوها بعض القضاة الجبناء والمرتشي.

ويصف حال المسجونين بالبطالة المطلقة التي لا تساويها غير بطالة الموتى، وللحيلولة دون تحجر عقله، يكشف عن انه توجه الى مكتبة السجن ليجد عشرات من الكتب البائسة الرديئة، معظمها روايات وقصص وأشعار(حرب القادسية)، فيما كان السجناء يتبادلون بينهم قراءة الكتب المهربة خلسة بالاتفاق مع بعض الحراس.

ويرى المؤلف ان مجتمع السجون يتصف بعدم التماسك وغياب اليقين، يلفه الكثير من الغموض واللامبالاة والنرجسية، اذ ينشط الى مديات قصوى مفهوم(الصراع من اجل البقاء) فالتشبث بالحياة والامل بالعودة الى الاهل والاصدقاء وممارسة النشاطات الانسانية المتنوعة يتساوى بين المحكوم شهوراً معدودة او المحكوم بأكثر من اعدام واحد.

مجنون ساحة الحرية: مجموعة قصصية للكاتب العراقي حسن بلاسم


  
بدعم من الصندوق العربي للثقافة والفنون (افاق) صدرت مجموعة (مجنون ساحة الحرية) القصصية للكاتب  العراقي حسن بلاسم عن  المؤسسة العربية للدراسات والنشر. يذكر ان قصص (بلاسم) قد صدرت في اللغة الانكليزية قبل اللغة العربية عن دار كوما بريس في انكلترا عام 2009. رشحت المجموعة لجائزة القصة والرواية الاجنبية في صحيفة الاندبندت عام 2010 وكذلك جائزة فرانك أوكنور العالمية في العام نفسه. والمعروف أن حسن بلاسم كما يقول عنه الروائي علي بدر ينتمي إلى إلى تقاليد القصة العراقية، وهي الاعرق في العالم، ويتجاوزها إلى افق انساني غير محدود، وسيتحول في السنوات القادمة إلى واحد من أهم كتاب القصة في العالم.
كما أن صحيفة الغارديان قالت عنه: حاد وصادم .. أكثر من متوهج ومروع كي يندرج في تقرير، هذه القسوة والفكاهة الأولية لها وخزات وتقلبات سرعان ما تستقر في أي عقل.
  يذكر أن مجموعة (بلاسم) القصصية حظيت بمراجعات عديدة في الصحافة العالمية، وستصدر هذا العام 2012 في اللغة الايطالية والفنلندية. تقع المجموعة في 196 صفحة من القطع المتوسط. صورة الغلاف للفنان العراقي ضياء خالد والغلاف من تصميم زهير ابو شايب.

Wednesday 20 June 2012

غراميات شاكيرا وسلمان المنكوب: مجموعة قصصية جديدة لنعيم عبد مهلهل



في اطار النشر المشترك بين دار نينوى للطباعة والنشر في دمشق ودار ميزوبوتاميا للنشر والتوزيع في بغداد صدرت للقاص العراقي نعيم عبد مهلهل القصصية الجديدة ( غراميات شاكيرا وسلمان المنكوب ) وهي قصص تحمل ذات الهاجس في قراءة المكان بروحة الاسطورية والتاريخية وهاجس كائناته من الفقر الى تلك الارواح التي صنعت الجنوب البسطة وانتهاءً بروح الابداع والحلم التي سكنت الشخصية العراقية بالرغم من كل الازمات والمحن والمجاعات .وربما القصة التي حملت عنوان المجموعة تمثل رؤيا قريبة لعولمة هذه الروح التي صنعت ثقلفتها الادبية والفنية من عطر الطين وافياء النخل ولكنها لن تتخلى عن عشقها للثقافة الكونية فكانت اغنيات المطرب العراقي الشهير سلمان المنكوب تتواجد في ذات الثمالة الروحية والحداثوية التي تصنعها اغنيات المطربة الكولمبية المثيرة للجدل شاكيرا .
المجموعة القصصية ( غراميات شاكيرا وسلمان المنكوب ) نقلا حالما وامينا لذائقة الحكاية المحلية وربطها بالمتغير الحياتي والاجتماعي والسياسي لتاريخ بلاد الرافدين .وهي شهادة من القاص نعيم عبد مهلهل لوقائع الحياة اليومية لبلاده عبر ما كان يجري وجرى وسيجري .النقل الامين لوقائع اليوم العراقي وقراءة الشخوص بما تعيشه وتفكر فيه .هي هواجس كل ابطال قصص مهلهل التي يدفعها الينا بكتاب قصصي يثيرنا في عنوانه وغلافه ، جميع القصص كتبت بين عام 2005 ــ 2012نشرها القاص في صحيفة الزمان والمدى والصباح ومواقع الكتروني

مخيم المواركة: رواية جديدة لجابر خليفة جابر


كتب سعد محمد رحيم:
في الرواية/ أية رواية، لا نعكس واقعاً قائماً بطريقة مسطّحة، في مرآة مستوية، وإنما نخلق واقعاً مناظراً.. نقيم تاريخاً لا يتطابق مع التاريخ الموضوعي. لكنه الواقع والتاريخ المبدعَين اللذين يؤمِّنان فهم الواقع والتاريخ الحقيقيين في العمق. في جوهريهما وروحيهما. فهل استطاعت رواية مخيم المواركة لجابر خليفة جابر أن تحقق هذا؟
تتناول الرواية تاريخ مجموعة من العائلات العربية الإسلامية ( المواركة ) المضطهدة والمقتلعة من موطنها في الأندلس على إثر سقوط الدولة العربية هناك حيث يتحرى الرواة عن أحداث وقعت في ذلك الزمان، وعن مصائر أبطالها وضحاياها، وما وقع عليهم من ظلم، وما واجهوه من مصاعب وتحديات في هربهم من مكان إلى آخر. والرواية تمثيل لجانب من تاريخ المسلمين هناك والصراع الحضاري الذي خاضوه ضد المسيحيين، لاسيما في نهاية الحقبة العربية والسقوط الدراماتيكي لدولتهم الزاهرة. وتتبعثر الحكاية في سياق وحدات سردية غير مكتملة ونهايات مفتوحة على الاحتمالات، لتتشكل بعد ذلك في إطار سردي متماسك. وكان يمكن لهذا أن يجعل من رواية مخيم المواركة رواية بوليفونية ( متعددة الأصوات ) بامتياز لولا المحمول الإيديولوجي الذي يُظهر الرواية منحازة لوجهة نظر واحدة ترى في الآخر ظالماً ومتجنياً وقاسياً ومخرِّباً وغير نظيف في مقابل الأنا المتسامحة والمتفهمة والحانية والبانية والنظيفة، حيث لا توجد، في الرواية، شخصية عربية إسلامية سلبية واحدة. ولا أدري لم لم يختر الروائي شخصية مضادة ( اسبانية كاثوليكية )، واحدة على الأقل، لتكون من ضيوف المخيم، لها وجهة نظر مختلفة فيما جرى تاريخياً، كي يتجنب ( الروائي ) تهمة الانحياز لوجهة نظرِ ( نا )، وليجعل القارئ، في النهاية، هو الحكم على ذلك الصراع الفارِق والإشكالي؟.
أخيراً، ما يُحسب لجابر خليفة جابر في روايته ( مخيّم المواركة ) أنه كتبها بلغة سرد متدفقة، صافية، من غير معمّيات أو زوائد إنشائية كثيرة. فشخصياً ما يُزعجني في كثر من الروايات العراقية هو الإسهاب الذي لا مسوِّغ فنياً له، مما يجعل القارئ ينفر منها. وهذا باعتقادي ما يشكِّل أصل الداء في الرواية العراقية الحديثة. مع استثناءات، بطبيعة الحال. فيما توفر تلقائية اللغة السردية وسلاستها فضلاً عن مستويات السرد المتباينة والمتعاضدة، في رواية جابر خليفة جابر، عنصري؛ جمال البناء والحكاية المثيرة..

حول رواية (تمر الأصابع) للروائي محسن الرملي



كتب الدكتور الناقد أبراهيم مصطفى الحمد حول رواية تمر الأصابع للكاتب العراقي محسن الرملي:
أن "رواية (تمر الأصابع) للروائي محسن الرملي تعمل على تثوير محاور عدّة من إمكانات الفن الروائي وتقاناته التي تتضافر على التكوين وبناء المعمار الفني، باستثمار شحنات المكان ولغاته المتعددة، ذلك المكان الذي يشير في بعده الزماني- بوصف أن المكان لا يأتي إلاّ مرتبطاً بالزمان- وانتمائه إلى حقب معينة يشير إلى ما يمكن تسميته (الحافز)، وهو هنا الانتقام والثأر، مما يصنع غواية النص باتجاه رسم آفاق تلقٍّ مشحونة بالأسئلة والانتاج والتأويل.
  إنّ كل ما في الرواية من الغلاف إلى الغلاف متهم بالتحريض والتحرّش بالقارئ، ونحن هنا لا نتعامل مع النص الروائي إلاّ على أساس كونه متخيّلاً، إذ إن تلك هي لمسة الروائي، إنها تزييف للحياة كما يقول "فورستر استثمر الروائي بنية العتبات كمحطات تنوير، أضاءت جوانب مهمة من عتمات النص، وأزالت قسماً من أقنعته المراوغة، فالعنوان (تمر الأصابع) في تركيبته الإسمية المضافة، يذهب أيقونيّاً إلى الرمز الجغرافي الذي يتحدد دون أدنى شك بالعراق، والأصابع يمكن عدّها آلة التأشير والاتهام والتهديد، وربما إلفات النظر إلى حالة البعد والاغتراب عن الوطن والتأشير عليه من بعيد، لكن التركيب يمنحها بعداً سيميائياً يتجه صوبَ مناطق عدة/أيروسية –أيديولوجية- نفسية- إنسانية/ ويشكل استراتيجية المتن، ويقترح مناخاً قرائياً يتأرجح بين المتن والعنوان على نحو تناوبي مستمر.
  يعزز هذه الرؤية انقسام الإهداء على فقرتين: الأولى/إلى العراق مهد طفولتي ومهد الحضارات/والثانية /إلى إسبانيا محطتي للسلام بعد طريق طويل مكتظ بالحروب/ مما يشير إلى أن هناك حاضنتين اثنتين للمتن الحكائي هما العراق وإسبانيا وتبرز في ثنايا المبنى الحكائي / الخطاب الروائي/ شحنات كل من المكانين إذ يسجلان تاريخهما ويفرضان لغتيهما على النص، مما يشكل ذلك جزءً من الوعي بالمكان، وإنصاتاً مرهفاً لحضوره وتجلياته ومناخاته السوسيو ثقافية كما يرى ياسين النصير.
  وتعزز عتبة الاستهلال بنية العتبات، ووظائفها التنويرية بتغطية بانورامية، تلخص صفحات المتن كلها في فقرة من سطرين اثنين/ما كنت لأكتبَ قصة أهلي وأفضحهم لولا تشجيعُ أبي لي، وهو يحلّق شعر رأسي في مرقصه المدريدي قائلاً: أكتب ما تشاء فلن يحدث أسوأ مما حدث. هذا العالم جايف (الرواية: ص7).
  جرى تقديم الشخصيات الروائية بالأسلوب غير المباشر، إذ تقدم الشخصية عن طريق نفسها أو عن طريق غيرها من الشخصيات، أو أن تستخدم دلالة المواقف والأحداث والأقوال لتقديمها، من دون اللجوء إلى الإخبار من قبل السارد أو المؤلف.
  أبرز شخصيتين هما الشخصيتان الرئيستان: (سليم) وهو الراوي، ووالده (نوح) وهو شخصية إيجابية، مدورة، متحركة، ومعقدة، وهو الشخصية المحورية التي تدور حولها الشخصيات والأحداث الروائية برمتها.
تظهر شخصية نوح بمظهرين متناقضين: المظهر الأول هو الشخصية الملتزمة دينياً وأخلاقياً وعُرفياً، ويتحدد هذا الدور في فضاء القرية، وفي المكان الأول /العراق/. أما المظهر الثاني فهو الشخصية المتحللة والمتحولة على نحو جذري، لكن هذا التحلل يكون بدافع براغماتي يكتشفه الابن سليم، بصورة غير مباشرة وعن طريق شخصية أخرى ثانوية، هي شخصية فاطمة المغربية التي يتزوجها سليم فيما بعد.
  إن حركة الشخصيات في الرواية، تصاحبها حركة الأحداث الروائية وانسيابيتها، التي تبدو تلقائية منحتها صفة الواقعية من دون التخلي عن فنيتها وانتمائها إلى عالمها المتخيل، وذلك ما يؤكده(بروب) من أن الوظائف، هي ما يميز الشخصيات وترجع الأهمية في وجود هذه الشخصيات إليها حصراً، وقد لاحظنا التزام الكاتب بعدم الإكثار من ضخ الشخصيات في الرواية، وهو ما دعا إليه النقاد المؤسسين أمثال (داوبتفاير) و(دوان دوات فاير) وغيرهما.
أما الأمكنة الروائية فيمكن تحديدها على نحو عام بمكانين، هما (العراق، وإسبانيا) تدور فيهما الأحداث وتتحرك خلالهما الشخصيات الروائية، ولا يمكن النظر إلى الأمكنة في الرواية إلاّ على أنها أماكن منغلقة إجمالاً، إذا ما عرفنا أن انغلاق المكان وانفتاحه رهينا الوضع النفسي للشخصيات التي تخترقه بحسب (لالاند)، لكن تحميل بعض الأمكنة كل هذ الكم الهائل من الصفات العدوانية والوحشية مثل مدينة تكريت، وعدم إبراز إي جانب مضيء فيها، عمل على خلخلة بنية المكان مما انعكس على البناء الفني للرواية، وأعطى إشارة تكاد تكون واضحة، إلى أن الرواية كتبت بدافع الانتقام والثأر، وربما لأسباب أيديولوجية سياسية، مع ما فيها من جماليات الفن الروائي وتجلياته النصية.
  وعلى نحو عام، فإن الأمكنة الروائية بتحولاتها، وتجلياتها النصية، جاءت واضحة سلسة تسمح بتتبعها وقراءتها، على الرغم من انغلاقها وتأزمها، وذلك يصب في مصلحة الرواية، إذ إن من الأسباب التي ذكرتها الأكاديمية السويدية لمنح "أرنست همنغواي" جائزة نوبل للآداب، عام 1945، أن رواية (الشيخ والبحر) تدور في عالم غير متشعّب.
  وممّا يحسب للرواية أيضاً لغتها السردية الفصيحة، والقريبة من لغة التداول اليومي- من دون الهبوط إلى العامية- وتعدد الأصوات في الرواية، فلكل شخصية صوتها ولغتها الخاصين، فضلاً على كون الحوار قد جاء أيضاً باللغة الفصحى، ولم ترد العامية إلاّ على مستوى المفردات أو الأمثال والمقولات الشعبية والأجنبية، بحسب ما يتطلبه إضفاء الطابع الواقعي والشعبي على الرواية، والاستجابة لمتطلبات الحكي وتثوير شحنات المكان الروائي.
  ولابد من التنويه إلى النهاية المفتوحة للرواية، التي تبتعث الأسئلة الشائكة والملحّة، وتفتح آفاق التلقي على الإنتاج، إذ تنتهي الرواية بسفر نوح وصاحبته (روسا) إلى ألمانيا، على نحو مفاجئ، ويتسلم سليم مفاتح شقة والده بسلسلة بلا رصاصة الثأر التي كان معتاداً على رؤيتها في هذه السلسلة،  ثم يعلم بعد أسبوع من سفر والده أن الدبلوماسي العراقي في مدريد قد نقل إلى برلين"

سيدات القمر: رواية للكاتبة العمانية جوخة الحارثي



كتب محمد برادة في جريدة "الحياة" اللندنية يوم السابع من حزيران يونيو 2012:
في روايتها الثانية «سـيدات القـمر» (دار الآداب-2010)، تـجوسُ بـنا جـوخـة الحارثي عـبر أغوار المجتمع العـُماني وطقوسه وعاداته، وتـرسم شخصيات ذات حـمولة واقعية ورمـزية، منـغـرسة في صـلب الأحداث المنطوية على مواجهة حيوية بين قـوى متطلعة إلى تـغـيـير بنـيات الماضي وتقاليد موروثة تجثـم بقوة لتـعـوق تحولات يفرضها العصر وقانون الحركة. وتـضـطـلع لغة الكلام وسلاسة السـرد بدور فنـيّ يـمزج مشـاهدَ وصفِ اليـوميّ بمنـطق السـحر والخرافات الذي يـُضفي على فوضى الأشياء وغموضها، غلالة من الاتـّـسـاق الجاذب.
يـثـيـر الانـتباه في شكل «سيدات القمر» أنه يتـكـون من فصول قصـيرة، يـتـناوبُ على السرد فيها ضميرُ الغائب المهتـمّ بتقديم المشاهد، وربط الصلة بين الأحداث وعلائق الشخصيات؛ ثم ضميـر المتكلم،على لسـان عبد الله ابن التاجـر سليمان الذي بنـى أرباحه الواسعة من الاتجار بـالـرقيـق. ومن خلال صوت الابـن نـتـابع نموذجاً من حياة عـيّـنة من جيل ينتـمي إلى ثـمانـيـنات القـرن العشرين. والحـكيُ بضمير المتكلم في هذه الفصول، يسمـح بتـفـريد الصوت والمشاعـر، ويقيم توازناً بين السـرد العلـيم والصوت الحامل لخصوصية التجربة

منطق العبث: مجموعة قصصية أولى للقاص المغربي محمد ماهر


عن مطبعة بسمة برينت 2012 صدر للقاص المغربي محمد ماهر باكورته القصصية "منطق العبث"
 في 86 صفحة من القطع المتوسط مزينة بلوحة للفنان عبد الكريم الأزهر وتصميم حمودة زاوي تتضمن 15 نصا قصصيا و"إهداء ونصيحة لوالدي". 
النصوص هي "جدها مبعثرة ،حياة ،حكمت وأيوب وأسماء سلطانه وشعيب ، رئيسي ، رئيسي ،جثة ترفض الدفن ، إيبلينسان ، افتراض ،هناك نضرب عن الطعام ، بائعو القردة ، الدرس غير المقرر، أربع اتفاقيات مع زوجتي الفرنسية ، الجزار ، متى تشرق الشمس من المغرب؟، عشاء متأخر ، انتظار ، الجنازة " .
أغلبية النصوص مهداة الى كتاب أصدقاء مبدعين من المنطقة وأنحاء المغرب والعالم :عبد الحميد وصدوق والتاشفيني والماعزي والحجري ، وبوزفور والدايم ربي وحليفي وعائشة وحسنة والشرايبي وزكريا تامر ...
كتب أحمد بوزفور : "منطق العبث" مجموعة قصصية جديدة لكاتب جديد يملك الجرأة على خوض غمار هذا الفن الصعب : الصعب لان النجاح فيه نادر ، اغلب نصوصه محاولات على طريق النجاح .والصعب لأن المخلصين له قليلون ولأن اغلب ممارسيه يطرحونه بعد حين لينتقلوا الى فنون أخرى" . 
رغم غيابه الاضطراري وصمته عن الكتابة زهاء 16 سنة عاد  محمد ماهرالى "منطق العبث" ، وقد كانت المجموعة القصصية  جاهزة للطبع والنشر في تسعينيات القرن الماضي ولم تسعفها ظروف الطبع ،وكاتبها حائز على جائزة إحسان عبد القدوس للقصة القصيرة العربية  في مصر سنة 1996.

رقص المرايا: مجموعة قصصية لنعيمة الأدريسي


عن سليكي أخوين بطنجة صدرت المجموعة القصصية الأولى "رقص المرايا"
 للقاصة المغربية نعيمة القضيوي الإدريسي ب 45 نصا من الحجم المتوسط.
جاء في تقديم حميد ركاطة "استأثرت مجموعة " رقص المرايا " للقاصة المغربية نعيمة القضيوي الإدريسي بطرح قضايا جوهرية تمثلت في مناقشة موضوع العلاقات الإنسانية كالحب والخيانة وزنى المحارم ، وهي تكشف أقنعة شخوص متعددة. 
فإذا كان موضوع الحب والعلاقة بالجسد جعل المجموعة تبرزها في مراياها التي تعددت على محك الواقع المعاش، فقد ظلت الضحية واحدة في النهاية" الأنثى " التي بقدر ما يجب النظر إلى جوهرها، يتم إلى جسدها الفاتن الذي يتم استغلاله بإفراط حد النبذ ، نبذ قدمته النصوص بسخرية أحيانا ، وأخرى ضمن مفارقات للكشف عن كنه طبيعته المختلة ..).
ورد على الغلاف الأخير : مجموعة "رقص المرايا " لنعيمة القضيوي سفر يلج في قضايا شائكة بصيغ متعددة ، لا غرو أنها ستثير نقاشات حادة ومواقف مختلفة حول منظور للقصة القصيرة جدا نفسها .
المجموعة القصصية من تصميم الفنان المصري عبد القادر الحسيني، والكاتبة ناشطة جمعوية في العديد من الجمعيات والمنتديات الثقافية، وصدرت لها أضمومة قصصية مشتركة من مصر تحت عنوان "سرابيل الضي".

Tuesday 12 June 2012

تاج الهدهد' هي أحدث روايات الإعلامي والروائي المصري ناصر عراق


'تاج الهدهد' هي أحدث روايات الإعلامي والروائي المصري ناصر عراق التي صدرت مؤخرأ عن الدار المصرية اللبنانية بالقاهرة
تدور أحداث الرواية بالعاصمة المصرية، من خلال حكاية معتز مختار المخرج الصحافي الشاب المهووس بالطيور والحيوانات، والذي يعمل في جريدة معارضة بالاسم فقط لنظام الرئيس حسني مبارك، حيث يقع في غرام زميلته في الجريدة نشوى فوزي صاحبة الأفكار المتمردة والتي يراها تسير دوماً بصحبة الفراشات الجميلة، لكنها ترتبط عاطفياً بصديقه الشاب الثوري أدهم الشاذلي، الأمر الذي يحرق فؤاده ويزيد من انكفائه على طيوره وحيواناته التي تتجسد له في كل مكان وأي زمان، فيتأملها بافتتان ويحادثها بمحبة ويسعد بصحبتها مستعيداً حكايات جدته عن هذا العالم الساحر، ومقتنعاً بحكمتها القائلة (على البشر أن يكونوا فخورين بانتمائهم إلى عالم الحيوان)
وهكذا يجد معتز نفسه يمارس الحب مع معشوقته المستحيلة في غابات الأمازون الممطرة بالبرازيل بإيحاء من نمر هائج، أو مستمتعاً بصحبة فيل حكيم في غابة سيرينجيتي بتنزانيا قبل أن تنقض عليه جحافل الذئاب والكلاب البرية. أما الهدهد فهو رفيقه الدائم والحميم في شوارع القاهرة
ترصد الرواية في حبكة متينة وآسرة، وبلغة عربية بالغة العذوبة أجواء القاهرة سياسياً واجتماعياً وفكرياً قبل ثورة 25 يناير 2011 مباشرة، حيث نرصد أحلام الشباب المحبطة ورغباتهم المكبوتة في الحب... كل ذلك في مناخ يتضافر فيه الواقع بالخيال بتلقائية فريدة وخلابة، لنرى في النهاية معتز محشوراً بين الملايين وسط ميدان التحرير أثناء اندلاع الثورة، يبكي على هدهده الجريح، أو يتحسر على حبيبته نشوى التي تطير فوق رأسه تحت جناح صديقه الحميم، أو مستسلماً لأوامر زميلته حنان المرشدي التي أحبته بقوة وأنقذته من القتل

Wednesday 6 June 2012

تأملات في رواية 'ابن الحرام': صراع الثنائيات


كتب: علاّم منصور
أعترف أنها المرة الاولى التي اقرأ فيها للكاتبة والاديبة كفى الزعبي ـ وهو ذنب لن اغفره لنفسي ـ وهذه الرواية هي الثالثة لها بعد 'عد الى البيت يا خليل' و'ليلى والثلج ولودميلا'، وهي في روايتها 'ابن الحرام' تتلاعب بنا كيفما تشاء وتنتقل بنا من ضمير الى ضمير ومن مكان الى مكان ومن زمن الى زمن اخر بسلاسة وهد...وء مع وصف دقيق لكل شيء وهو وصف من لم يعشه ولم يره فلن يتصور مقدار جماليته وعفويته وصدقه ، وهو ما اضفى على الرواية نكهة خاصة لا نجد لها مثيلا خاصة في الأدب الأردني ان جاز لنا التعبير.
تحمل الرواية في كل سطر من ثناياها صراعا يفهمه كل حسب تركيبته النفسية، صراع داخلي وخارجي صراع بين الانا وبين الآخر، صراع بين الفرد والجماعة، صراع بين الدين واللادين، صراع بين الوطنية والخيانة، بين المبدئية والانتهازية بين الحق وبين الباطل بين الله وبين الشيطان، وفي كل سطر حكاية، وفي كل حكاية اغتراب تكاد تصل بالقارئ الى حافة الانفصام الشخصي، الكل يتجاذب الكل والكل ضد الكل، من خلال استنزاف كل طاقات الروح والعقل، لتتجلى فيها صورة الجهل والتمرد والنفاق والخيانة والجنس والطهر والعفة والانانية والايثار والتسلط والخرافات والواقع والخيال، بانسجام يبهر القارئ ويجعله لا يستطيع ان يترك اي صفحة من صفحات تلك الرواية.
في رواية 'ابن الحرام' من الصعب الخوض في التفاصيل لتكثيفها، وان محاولة التجرؤ على ذلك، يفقدها عنصر التشويق والاثارة ،هي بحاجة الى القراءة مرة ومرات، لأننا في كل مرة سوف نكتشف فيها حقيقة ما!
'ابن الحرام' اختزلت الزمن والمكان باستثنائية، تنم عن قدرة في ثقافة الدين والسياسة والجنس، بالرغم مما فيها من تشابك يحتاج الى قدرات عالية للتركيز والسرح في بعض الاحيان لإظهار تلك التجليات فيها .. وهو ما جعلها تصنع فينا اثرا لا يمكن نسيانه.....

رواية جينكيز خان ....رؤيا عاطفية مفترضة لروح الشرير



صدرت في مشروع النشر المشترك بين عن دار نينوى للطباعة والنشر في دمشق ودار ميزابوتاميا في بغداد ، رواية (جينكيزخان) للروائي والناقد العراقي نعيم عبد مهلهل، وفي طبعة ثانية 

وكانت هذه الرواية يسجل فيها نعيم عبد مهلهل سيرة مفترضة للخان المغولي جينكيزخان من خلال مذكرات واحدة من زوجاته قد فازت بآخر المسابقات الادبية التي اقامتها مجلة دبي الثقافية في حقل الرواية.

الرواية رؤية لما جرى في عصر ابتلى بطموح القادة وقسوتهم من اجل اخضاع الشعوب لمجد وهم السيف والدماء، وبرؤية مشحونة بسرد الشعر وهواجس ندم واحدة من زوجات الخان يصور الروائي مأساة احتراق المدن (سمر قند، بخارى، بغداد) وغيرها من المدن التي نالت من وحشية المغول واساطير قسوتهم مانالت.

يدخل مهلهل في الرواية الى روح جينكيزخان ويبدا معها محاورات الذات المتجبرة ويذهب اعمق الى خواطر الخان المغولي واحلامه ليصور لنا بدقة ماذا كان خان المغول يملك من دهشة وقسوة وليالي غرام يتنقل فيها بين مخادع نساءه والمدن التي يحرقها .

ويشيد المحرر الثقافي في صحيفة الاتحاد بالرواية ويعدها منجزا مهما في المسيرة الادبية للرواية العراقية لما فيها من رؤية جديدة لم يتعود عليها متابعي نعيم عبد مهلهل ومنجزه، ويمضي متحدثا عن الرواية قائلا :

(نعيم عبد مهلهل المغرم بالحديث عن الآلهة السومرية و الميثولوجيا المندائية التي تسحره منذ أيام صباه الأولى عندما كان طفلا يسكن قرب سوق الصائغين (الصبة) أبتعد في جنكيز خان عن طريقته السردية التي تعود الغوص فيه دائما كنوع من أنواع المغامرة قلما ينوي خوضها كاتب فهذه المرة لن تغرق مفردات مهلهل في ذلك العبق السومري أو تخوض في الماء كأشهر الطقوس المندائية التي يصفها هو على الدوام بالساحرة فهذه المرة سيبحر مهلهل إلى بلاد تقع في شرق آسيا باحثا عن ما وراء المجد الذي خلفه جنكيز خان في غزواته التي فتحت العالم القديم من الصين والسند والهند إلى بلاد الأهرامات في أفريقيا .

يخلق عبد مهلهل واقعا افتراضيا في أحداث الرواية لشخصية أوقيتاي الأوزبكي الذي تستثيره أنباء نشرت في رويتر تكشف جانبا من حياة جنكيز خان فيه مخالفة لما يشاع عنه بأنه كان أميا غير متعلم. الراوي يحاول هنا تكسير الحاجز المعتم الذي يلف شخصية جنكيز خان مضرب الأمثال بالقسوة والسطوة والخوف الكاتب الشفاف حاول الولوج إلى دواخل القائد القاسي كصخور أوزبكستان محاولا استكشاف زاوية شفافة هناك والمحاولة بدءا قد تكون ضربا من ضروب الخيال الذي سخره الكاتب في استنطاق الذاكرة الجمالية للأوزبكي يسرد بضعة من الوثائق التاريخية تدل على وجود تلك الزوايا الشفافة في جنكيز خان -
تيلا موجين حبيبة جنكيز خان التي تسكن إحدى زوايا القلب المحاط برعود الغزوات كانت المفتاح الأول للولوج إلى دواخل جنكيز خان إضافة إلى ما جاء على لسان أوقيتاي بأسلوب مهلهل الساحر والوثائق الموزعة بين هذا الفصل وذاك ناهيك عن الرؤية المتبصرة للمؤلف التي حللت شخصية جدلية مثل شخصية جنكيز خان وماهيته العاطفية وفق الاستقراء العام لسيكولوجية المنطقة وعلاقتها بالفرد ولم يكن المؤلف هنا كمحامي الشيطان بل أراد بكل إلهام أن يدفع بنا إلى إعادة استكشاف النفس البشرية ومحاولة إعادة التواصل مع الآخر حتى وإن كانوا بقسوة جنكيز خان فهذه هي الوسيلة الوحيدة للتمكن من إبقاء البشرية على قيد الحب في استقراء جديد لمعاني السمو الإنساني كي نعيد جميعا استكشاف أنفسنا والآخرين فلسنا أسوأ من جنكيز خان أو أقسى منه ولكن قد تنقصنا رؤية أوضح للجوانب المشرقة في الآخرين.
دعوة لقراءة الرواية التي تتوفر الان في المكتبات العربية بعد ان شاركت فيها دار النشر في معظم المعارض العربية للكتاب.

بكاء مقابر الانكليز في بابل للروائي العراقي نعيم عبد مهلهل



صدر تعن دار نينوى للطباعة والنشر في دمشق رواية جديدة للروائي العراقي نعيم عبد مهلهل بعنوان ( بكاء مقابر الانكليز في بابل ) .وهي رواية ارشفت فيها لتاريخ البلاد من حجر قابيل وهابيل وحتى ايامنا هذه .رواية المكان بتفاصيله العجيبة في تواريخه المتشابكة بين غرام وسيف ورايات ياقائم آل محمد وهي تبحث عن وجود صعب في اشكالية هذه البلاد ( بابل ) منذ السبي وحتى تبختر الدبابات في شوارع العراق بسبب نزق الساسة واحلام الملوك الطافحة بين نصيحة كاهن وكأس ثمالة .انها رواية مقابر الانكليز الذين في كل عصر يجيئون مستعمرين ولا يتركوا اي ناطحة سحاب وراءهم سوى مقابرهم التي تحولت بفعل الحواسم الى ورش لتصليح السيارات.

"قرابين مولوك" إصدار قصصي للقاص المغربي حميد الهجام



كتبت فاطمة زهرة المرابط:
عن دار التنوخي بالرباط، صدرت مؤخرا للقاص المغربي حميد الهجام مجموعة قصصية بعنوان: "قرابين مولوك"، وتقع هذه الأضمومة في 82 صفحة من الحجم المتوسط، تتصدر غلافها لوحة الفنان التشكيلي إدوارد مونش.
تضم المجموعة القصصية 7 نصوص قصصية وهي على التوالي: "لحظة خلف النافذة"، "أشباح الليالي الظلماء"، "بداية نهاية"، "جريمة قي الحي الشرقي"، "جــــلاد دالجـ"، "ق...رابين مولوك"، " دورة العجلة الأبدية".
وقد جاء في ظهر الغلاف كلمة جريدة المهاجر الأسترالية: « "قرابين مولوك" مجموعة قصصية جامحة تنفتح على كل الرؤى... كل قصة من قصصها ترصد الواقع من زاوية نظر عجائبية.. يطل القارئ منها على عالم مألوف لكنه متناوَل بأسلوب مختلف.. أسلوب خارق يخلق انطباعا بأن كاتب هذه النصوص قاص محترف ذو دربة ومراس.. متمكن من أسرار هذا الجنس الأدبي الصعب...
مجموعة قرابين ملوك واحدة من المجاميع الرائعة التي جاءت كي تستفز ذائقة القارئ، وتضعه وجها لوجه أمام عالم يتطلب إعمال الذهن لفك شفراته وفهم رسائله. فبينما تصيغ القضية في قالب جمالي تجعل من الجمال قضية أدبية لا ينبغي التساهل في مبادئها.
هذه المجموعة تنفتح على العالم الخارجي كي تعيد تشكيله وفق رؤى ناضجة متمكنة من فهم صيرورته وتغيراته الطارئة، وتنقلب نحو الداخل كي تشتغل بتقنيات جمالية تجعل من المجموعة تحفة جمالية تتيح للنقد مادة غنية لا تستنفذ أبدا.«
والكاتب حميد الهجام، قاص ومترجم مقيم بسنغافورة، من مواليد 1965 بالدار البيضاء، يعمل مترجما في السفارة السعودية بسنغافورة، حاصل على جائزة ناجي النعمان سنة 2011 عن مجموعته "قرابين مولوك"، بدأ نشر أشعاره بالفرنسية ببعض الجرائد الورقية سنة 1981، ثم نشر القصة القصيرة سنة 1996 بجريدة "البيان"، له نصوصه قصصية ببعض المنابر الورقية والإلكترونية منها: طنجة الأدبية، البيان، دروب، المثقف، و"قرابين مولوك" هي المجموعة القصصية الأولى للقاص المغربي حميد الهجام".

كتبت فاطمة زهرة المرابط:
عن منشورات ديهيا بابركان، صدرت مؤخرا للقاص المغربي محمد مباركي مجموعة قصصية بعنوان: "الرقم المعلوم.."، وتقع هذه الأضمومة في 148 صفحة من الحجم المتوسط، تتصدر غلافها لوحة الفنان التشكيلي محمد الصالحي.
تضم المجموعة القصصية 30 نصا قصصيا وهي على التوالي: "الكاتب"، "المجذوب"، "شبه"، "في يوم رمضاني"، " فيلم"، "حيوانات بوكماخ وشيخ البركة"، "مخبر..."، "كلمات"، "صاحب الجسد المكور"، "صاحبة الوجه القمحي"،" السيد "س" "، "لقاء"، "وجه أسود.. قلب أبيض"، "انتقال تأديبي"، "عدوتان"، "المدينة الصغيرة"، "الممكن"، "عودة إلى وجدة" ، "زفاف كلب مدلل"، "هربت"، "زنقة الرقم المعلوم.."، "رحم الله دايدي"، "الكاتب وصاحب العربة"، " إلى أهلي"، "ولد عيشة"، "أعزائي الأموات"، " الصبي والكاتب"، " أطول رسالة"، "تحية تحت المطر"، "حمّادي".
وقد جاء في مقدمة الكاتب محمد يحيى قاسمي: « الكاتب محمد مباركي مثل البركان النائم، خزّن طاقاته الإبداعية إلى حين ليفجرها فجأة، ودون سابق إشعار، بلفظ إصدارين حارقين في فترة متقاربة: (وطن الخبز الأسود) و(جدار). وها هو البركان يتحرك من جديد ليلفظ إصدارا حارقا ثالثا اختار له (الرّقم المعلوم ) عنوانا. قلت إصدارات حارقة لأنها نابعة من أعماق البركان.
تتكون مجموعة (الرّقم المعلوم) من ثلاثين نصا قصصيا. وهي نصوص متقاربة من ناحية الحجم، متفاوتة ومتباينة من ناحية التيمات. تتميز المجموعة بتنوع مهم على مستوى ملامسة العديد من التيمات والدلالات والمعاني الجديدة عبر جرأة نوعية في التعبير وانفتاح في القص واستثمار الأدب الشعبي(المحلي) والتاريخي من منظور قصصي جديد في دلالته ومعانيه، ووفق تقنيات قصصية جديدة مع ما يوازي ذلك من تكسير تقني للأسلوب التقليدي في الكتابة القصصية...»
والكاتب محمد مباركي، قاص وروائي من مدينة وجدة، نشر قصته الأولى "الجدران الإسمنتية" سنة 1984، إلا أنه انقطع بعد 25 سنة من الانقطاع عن النشر بحكم الدراسة والعمل، عاد القاص محمد مباركي ليرسخ أقدامه في الساحة الأدبية، له نصوص قصصية ببعض المنابر الورقية والالكترونية، وحضور في بعض الأمسيات والملتقيات الأدبية. و"الرقم المعلوم.." هي الإصدار الثالث بعد "وطن الخبز الأسود" (قصص) سنة 2010 و"جدار" (رواية) سنة 2011، والجدير بالذكر أن المجموعة تم الاحتفاء بها من طرف جمعية جذور للثقافة والتنمية مساء يوم السبت 2 يونيو 2012 بالمقهى الأدبي بوجدة.