Thursday 24 January 2013

القاصة المغربية سعدية باحدة في مجموعة قصصية جديدة



عن دار سليكي إخوان بطنجة، صدر للقاصة المغربية السعدية باحدة مجموعة قصصية
بعنوان: "وَيْكَ.. مدّ النّظَرْ!" وتقع المجموعة في 60 صفحة من الحجم المتوسط، وتضم المجموعة 53 قصة قصيرة جدا منها: "أخبار الدراويش"، "نفق"، "مملكة السماء"، "محكمة"، "ديمقراطية"، "خذلان"، "ولادة الفناء"، "شتاء عربي"، "خبر عاجل"، "مولد المأساة"، "حلم هامشي"..، وهي نصوص ذات عمق فلسفي، سياسي، اجتماعي ونفسي..
وقد جاء على الغلاف الأخير للكتاب: 
«لك حين تقرؤني، تراني بعينيك. 
وقد تراني نسبيا بعيني-
لكن الذي لا تراء، أنني أنما المختفي في لا شعورك، أنبش دواخلي فتظهر
دواخلك. 
أنا أسكنك كما أنت تسكنني –
وكلمتك الأخيرة – ليست في النهاية
إلا بداية لمسار مجهول.»
والكاتبة المغربية السعدية باحدة، قاصة من الدار البيضاء، حاصلة على الإجازة في الأدب العربي، ناشطة جمعوية، عضو الجمعية المغربية للغويين والمبدعين، عضو نادي القصة، عضو مؤسس للصالون الأدبي المركزي بالدار البيضاء، عضو صالون الطفل المبدع، حظيت بتكريم في: جمعية التواصل بالفقيه بنصالح، الجمعية المغربية للغويين والمبدعين بالدار البيضاء، جمعية جسور للبحث في الثقافة والفنون بالناظور.
و"وَيْكَ.. مٌدّ النّظَرْ!" " هو الإصدار القصصي الثاني لها بعد "وقع امتداده.. ورحل" عن دار القرويين سنة 2009، ولها قيد الطبع مجموعة قصصية بعنوان: "عارية تماماً"

كتاب جديد لناقد أدب مغربي: البداية والنهاية في الرواية العربية


صدر مؤخرا الكتاب التاسع للناقد المغربي عبد المالك أشهبون، والكتاب هو بعنوان' البداية والنهاية في الرواية العربية' (دار رؤية للنشر والتوزيع بمصر 2013).. وقد رسم الناقد مجموعة من الأهداف العامة للكتاب من بينها:
* التحسيس بأهمية الوعي الأدبي والنقدي والجمالي بخطاب البداية والنهاية في الرواية العربية، وبدورهما البارز في اشتغال النص الإبداعي برمته.
* المساهمة في صياغة نظرة نقدية جديدة حول هذا الموضوع.
* تفعيل الدور الذي يقوم به كل من البداية والنهاية في علاقتهما بالنص الروائي، وفي علاقتهما بتلقي القارئ على وجه الخصوص.
* الحرص البالغ (من خلال مراحل الدراسة) على ربط عناصر هذا الموضوع بالمحيط السوسيوـ ثقافي.
كما حاول الناقد وضع خطة للكتاب، من أجل مقاربة هذا الموضوع من زوايا مختلفة ،معتمدا على:
ـ مسح ورصد أهم البدايات والنهايات الممثلة لكل مرحلة تاريخية على حدة.
ـ التوقف عن تيارات الرواية العربية منذ النشأة حتى يومنا هذا.
ـ انتخاب نماذج تمثيلية للبداية والنهاية وتحليلها تحليلاً مفصلاً.
ويحسب لهذا المؤلف النقدي أنه كتاب فيه جدة وسبق نقدي على الخصوص مبحث النهاية في الرواية العربية، بحيث لم يسبق لنا أن اطلعنا على كتاب بهذا التخصص والتركيز والتنوع في مجال النهاية في الرواية العربية، كما أن من بين مزايا هذا الكتاب الجمع بين التنظير والتطبيق في عرض المادة النقدية مع الحرص على استحضار آخر مستجدات النقد الغربي في هذا المجال

Sunday 20 January 2013

الروائية مها حسن في رواية جديدة بعنوان " طبول الحب"


صدرت عن دار الكوكب الشقيقة لشركة 'رياض الريس للكتب والنشر' ـ بيروت رواية جديدة للكاتبة مها حسن بعنوان: 'طبول الحرب'.
تعالج الرواية عن طريق الراوية والحوارات ما يدور في سورية في 'ربيعها العاصف. يكاد يجمع الكل في سورية على وجوب التغيير. لفترة قريبة كان التعبير باللسان ممنوعا. فجأة اذا بالألسنة تنطلق والايدي تنفذ. سقط الخوف واذا بطبول الحرب تقرع. وقد اختارت الكاتبة عنوانا يعبر عن رفض الحرب واحلال الحب مكانه.
تضيء المؤلفة من خلال روايتها على بشاعة ما يدور ورفض المثقفين لما يجري من فظائع ومآس مع اجماعهم على التغيير. وتدين كل اعمال القتل والاجرام. ولكن ما الحيلة وقد انفجرت التناقضات والصراعات بين اطياف المجتمع السوري معارضين وموالين: صراع الاديان والطوائف في ما بينها وصراعها مع المتدينين والسلفيين وكذلك مع العلمانيين. صراع الغني والفقير، صراع بين حلفاء امريكا واعدائها، بين حلفاء ايران وروسيا واعدائهم، والخليجيين واعدائهم، صراع الاعراق والاثنيات. وصراع على السلطة.
هي رواية الحرب بمآسيها ورفض المثقف السوري بلسان الكاتبة لكل ما يجري ودعوة الى الحوار واحلال الحب محل الحرب.
.الرواية تقع في 180 صفحة من القطع الوسط

Wednesday 16 January 2013

شوارع العالم..رواية جديدة للكاتب العراقي جنان حلاوي

صدرت عن شركة 'رياض الريس للكتب والنشر' ـ بيروت رواية جديدة للكاتب العراقي جنان جاسم حلاوي بعنوان 'شوارع العالم'.
تحكي هذه الرواية قصة الحب والحرية في منعطفات الحياة القصيرة التي نحياها على كوكبنا المفعم بالاضطراب.
سالم يبحث عن الاستقرار، وزكي عن الخلاص، وزينب ومالك عن السلام.
من يفلح منهم ومن يخفق في جروف الخطر وحافات التهديد؟
ومن يحالفه الحظ في الافلات من قبضة عالم محكوم بسلطات، جعلت الانسان سجينا لا يفكر الا في الهرب من قدره؟
وما حكاية كريستينا التي تظهر اثناء ذلك؟
'شوارع العالم' رواية المصير الانساني عبر رحلة تكتنفها الاسئلة والتحولات.
الرواية تقع في 320 صفحة من القطع الوسط

Sunday 13 January 2013

حدائق الرئيس..رواية للكاتب العراقي محسن الرملي



كتب عبد الله توتي/ناقد من المغرب

تعد رواية (حدائق الرئيس) ثالث عمل روائي في مسيرة محسن الرملي، الكاتب والمترجم والباحث العراقي المعروف، المقيم في مدريد، فقد نشر سنة 2000 روايته الأولى (الفتيت المُبَعثر)، التي ترجمت إلى الانجليزية تحت عنوان (Scattered Crumbs) ونشر بعدها سنة 2009 روايته الثانية (تمر الأصابع) التي صدرت بالاسبانية أولا ثم بالعربية ثانيا، وهي رواية لقيت الكثير من الاستحسان من القراء والنقاد على حد سواء، كما كانت ضمن القائمة الطويلة لجائزة البوكر للرواية العربية2010.

رواية (حدائق الرئيس) الصادرة مؤخراً عن دار ثقافة في أبو ظبي والدار العربية للعلوم في بيروت رواية لها طابع خاص، فهي تختلف كل الاختلاف عما هو متعارف عليه في التقاليد الروائية العربية. صحيح أن الكثيرين ممن كتبوا عنها صنفوها ضمن الرواية التاريخية أو رواية الديكتاتورية المعروفة بأمريكا الجنوبية، ولا نكاد نشك في ذلك حالما نعلم أن كاتبها دكتور في الأدب والفلسفة وعارف جيد بالأدب العالمي: تاريخه ومذاهبه ومدارسه.

لكن النظر إلى الرواية من هذه الزاوية فحسب من شأنه أن يشنج قراءتنا ويكبل تفكيرنا، مما سيفوت علينا فرصة الاستمتاع بعوالم أدب عظيم، يمتد خارج التاريخ والجغرافيا متجاوزا إياها إلى ما هو إنساني كوني وإلى هم وجودي أعمق.
لعل المتصفح لما كتب، إلى حدود الساعة حول الرواية، سيجد، بدون شك، أن أغلبها يتخذ المقطع الأول من النص منطلقا له. وهي بداية الحكي حيث يقول الراوي: "في بلد لا موز فيه، استيقظت القرية على تسعة صناديق موز، في كل واحد منها رأس مقطوع لأحد أبنائها،..." وهي الصيغة نفسها التي سنجدها في الفصل 27، ما قبل الأخير، حيث يكرر: "في هذا البلد الذي لا يزرع فيه الموز، استيقظت القرية على تسعة رؤوس من رؤوس أبنائها في صناديق موز...".
تشكل هذه العبارة، بداية النص ونهايته في الوقت ذاته. فالقارئ المتأني سيلاحظ كيف أن الكاتب ابتدأ الرواية من نهايتها تقريبا، حيث توقف عند مرحلة أخرى من تاريخ بلده العراق، ألا وهي تاريخ الامبريالية الأمريكية وهم السيطرة على الشرق الأوسط والصراع على الثروة النفطية.. ولعل هذا ما يشير إليه بالموز وصناديق الموز، إذا ما عدنا إلى الوراء قليلا، وتأملنا في سياسة الولايات المتحدة بأمريكا الجنوبية وتاريخ شركاتها الأسود هناك من أمثال يونيتد فروي كنبني.
لست هنا بصدد التحليل التاريخي للرواية، فكل همي هنا هو توضيح كيف أن الديكتاتورية ليست الثيمة الرئيسية في النص، بل هي أداة أو فرض من فروض السياق التاريخي الذي تدور فيه الأحداث. فلا يمكن الحديث عن تاريخ العراق الحديث دون المرور بفترة حكم صدام حسين وما عرفته من مد وجزر.
إذا ما عدنا إلى نقطة البداية - النهاية، ودققنا قليلا في العبارة : "في بلد لا موز فيه، استيقظت القرية على تسعة صناديق موز، في كل واحد منها رأس مقطوع لأحد أبنائها،..." فإن الثيية التي تسترعي انتباهنا بعد مسألة الموز التي تحدثنا عنها، هي الموت، والطريقة البشعة التي انتهت بها حياة تسعة أشخاص من سكان القرية.
لعل هذه الثيمة هي المنفذ السليم إلى عمق رواية محسن الرملي، خاصة عندما نتأمل الكم الهائل من الشخصيات التي لقيت الحتف نفسه، وإذا ما محصنا ودققنا في طباعها وطرق عيشها وتفكيرها ومواقفها، فسنجد حتما أن القاسم المشترك بينها هو: العبث، الرغبة، التحدي، التمرد، الموت، وهي مواصفات تتقاسمها أيضا الشخصيات التي لم تلق حتفها في النص.
هي الكينونة إذن في شموليتها، أو فلسفة العبث المتمثلة في الصراع القائم بين الوجود والعالم المشترك. أللامنطقي يجر الشخصيات ومن ثم القارئ إلى التساؤل عن جدوى الحياة أو فيما إذا كانت الحياة تستحق أن تعاش؟
أسئلة تكرسها الرغبة في الوضوح والصفاء، كما يكرسها السأم والضجر من التكرار والنمطية، غير أن النهاية (الموت) المجهولة، والذهول الذي تخلفه في النفوس، غالبا ما يفضحان عبثية الحياة.
عالم في حالة سؤال مستمر ودائم هو ما يطرحه الروائي العراقي محسن الرملي في روايته حدائق الرئيس، سائرا على نهج عمالقة المذهب الوجودي العبثي من البير كامو وجون بول سارتر وارنيستو ساباتو وغيرهم، منطلقا من عراق مظلم في اتجاه عالم أكثر ظلم.

كفر العبيط رواية الكاتب المصري اسامة الشاذلي


تصدر دار 'نهضة مصر' رواية كفر العبيط للصحافي والروائي اسامة الشاذلي خلال فعاليات معرض الكتاب الدولي 2013، وتدور الرواية حول تأثير الحكم العسكري على الحياة المدنية من خلال قرية خيالية تقع على أطراف الدلتا في مصر، يقرر الجيش انتزاع بعض أراضيها لإنشاء وحدة عسكرية بجوارها، ونتيجة لأعمال مقاومة الأهالي ورفضهم الاستغناء عن أراضيهم، يقوم الجيش بعزل القرية وحكمها عسكريا.
ويرصد الكاتب من خلال جو من الفانتازيا التحولات التي تطرأ على القرية من خلال إصابة أهلها بعمى الالوان وكذلك الضعف الجنسي وبعض الاشياء التي تشير إلى التحول الذي يصيب المدنيين جراء الحكم العسكري.
كذلك يرصد الكاتب من خلال خبرته كضابط سابق في القوات المسلحة، الحياة العسكرية وطريقة اختلاطها بالحياة المدنية، وسيرة احد القادة المعروفين.
وتبدأ الرواية بوصف مجتمع القرية في الفصل الأول وفي الفصل الثاني تتعرض لوصف الحياة العسكرية داخل الوحدات، بينما في الفصل الثالث يصدر القرار العسكري بالاستيلاء على أرض القرية لصالح المنشأة العسكرية ويبدأ الجيش التحرك لتأمين الأرض وتعويض الملاك بمساعدة نخبة الملاك في القرية والمنطقة المحيطة.
ويرصد الفصل الرابع في الرواية الاشتباكات بين قوة من الجيش وأهل القرية وبداية تنظيم عمليات المقاومة ومحاولة شيوخ موالين للسلطة التأثير على أهل القرية عبر المنابر.
ويتناول الفصل الخامس والأخير التحولات التي تشهدها القرية وأهلها في طابع فانتازي صريح يضم 'عمى ألوان' يشير لاختفاء البهجة من الحياة وعجز جنسي يشير إلى انتشار الكبت ثم اختفاء القنوات الفضائية وحالة من الخرس تصيب شيخ أزهري هو الوحيد الذي يمثل صوت الدين المعتدل في القرية في مقابل شيخ اخر تابع للسلطة.
وتنتهي الرواية برحيل قوات الجيش عن القرية تاركاً أثار الحكم العسكري التي تتلاشى مع الزمن وتتحول لأسطورة، وتنتمي الرواية لمدرسة الواقعية السحرية.
يذكر أن رواية 'كفر العبيط' قد حصلت على منحة صندوق التنمية العربي 'آفاق'، وهي الراواية الثالثة لأسامة الشاذلي بعد 'سيد الأحلام' 2009، و'قهوة الحرية' 2010

Thursday 3 January 2013

رواية الرعب العربية.."صانع الظلام" للكاتب تامر أبراهيم


 أصدرت دار بلومزبري مؤسسة قطر للنشر رواية رعب جديدة لتامر إبراهيم أحد أهم كتاب الرعب في العالم العربي. الرواية بعنوان 'صانع الظلام'.
وتدور الرواية حول يوسف الذي يعمل في قسم الحوادث بمجلة 'المجلة'، فذات يوم يكلِّفه مدير التحرير بإجراء حوار صحفي مع أستاذ جامعي حُكِم عليه بالإعدام لقتله ابنه بطريقة بشعة. وبدلاً من أن يحصل يوسف على إجابات على أسئلته، يجد نفسه قد سقط في لعبة جهنمية لا تحمل له إلا الأسرار والمفاجآت والأهوال التي تفوق أسوأ كوابيسه!
لعبة قواعدها لا ترحم... لعبة لا يستطيع الخروج منها. فيحارب بلا أمل وبلا هوادة، لا بحثاً عن الحقيقة، بل نجاةً بحياته.
كان يوسف خليل وحيداً... لكنه سيفتقد وحدته هذه قريباً!
قال عنه كاتب الرعب الأشهر في العالم العربي الدكتور أحمد خالد توفيق: 'يعبر تامر إبراهيم بسلاسة ذلك الحاجز الفاصل بين التشويق والرعب، ليبرهن على أنه لا يوجد حاجز أصلاً، وأن هرولة الوقت ذاتها قد تكون مرعبة أكثر من قبو يعج بالتوابيت. في الوقت ذاته هو قادر تماماً على ارتياد عوالم رعب لا أجرؤ على ارتيادها'.
ولد تامر ابراهيم في الكويت عام 1980، وبدأ في نشر أعماله منذ عام 2000. بعد تخرجه من كلية طب عين شمس عام 2003 تفرغ تماماً للكتابة لتصدر له عدة سلاسل مثل 'أوراق مجهول' و'عالم آخر' و'ميجا' و'فيروس'. كما اشترك مع الدكتور أحمد خالد توفيق في كتابة مجموعة 'قوس قزح'. صدر له أيضا مجموعتان قصصيتان بعنوان 'حكايات القبو' و'حكايات الموتى' وروايتان هما '300 دقيقة' و'الذي لم يمت'.
اشترك تامر إبراهيم كذلك في كتابة حلقات للعديد من المسلسلات التلفزيونية والإذاعية، وله ثلاثة أفلام قيد التنفيذ هي 'على جثتي' بطولة أحمد حلمي وغادة عادل و'سبع ليالي' و'شوكولاتة بيضا'.
ومن الجدير بالذكر أن 'صانع الظلام' وهي الجزء الأول من ثنائية يصدر جزءها الثاني بعنوان 'اليوم الثالث والعشرون' في يناير الجاري 2013 خلال معرض القاهرة الدولي للكتاب.

رواية "القندس" للكاتب السعودي محمد حسن علوان

كتب أحمد الشريقي:
يبدأ الروائي السعودي محمد حسن علوان روايته "القندس" باستهلال يحاول فيه مقاربة عجائبية، إذ يتخذ من حيوان القندس وملامحه الخارجية محاولة اختزال صفات العائلة التي ينتمي إليها البطل، وفي الأثناء لا ينسى إجراء مفارقات بين الحيوان النهري وبين سكن عائلته هناك في الرياض.
 
ويعدد "غالب" ملامح العائلة، فأخته نورة لها سنان بارزان يشبهان سن القندس، وعيناها تشبهان عيني أمه في حدتهما وصرامتها، كما أن للقندس يدين واحدة شحيحة تشبه أخاه سليمان في تقتيره، وأخرى قوية تنزع ثمار الحياة كأبيه.
تبدو تلك الإشراقة في رواية علوان صنارة يصيد بها قارئا، يتوقع أن تأخذه إلى عالم مشحون بالغرائبية، لكن ما إن تمضي الصفحات قليلا حتى ينقطع معها نفس الروائي في بناء معمار روائي جذاب، ومعها ينقطع نفس القارئ الذي يشعر أنه يقرأ يوميات لشاب سعودي ينتقل في البلدان ويحط في بورتلاند، وينتقل معه القارئ في رحلاته وعودته الدائمة إلى الرياض مسقط رأسه وموطن حكاياته.
ولأن الرواية سرد يقترب من السيرة الذاتية واليوميات، فقد بدا أن الأسلوب الأمثل للسرد يتمثل في استخدام ضمير المتكلم.
وإذا كان هذا أسلوبا شائعا وسهلا يسمح للكاتب بالتدفق وأن ينوب عن شخصياته، فإن صعوبته تكمن في الحاجة إلى مخيلة تديم السرد وتبعد الملل عن المتلقي، ومن جهة أخرى، قدرة على إغناء الشخصيات وتركها تتجول بحرية في فضاء الرواية، بدلا من أن تتحول إلى دمى يحركها السارد.
وهكذا عندما يفلت علوان شخصياته ويفك أسرهم تدب في روايته حيوية وجاذبية، كما في حال "ثابت" صديق جده وأبيه، عندما يأخذ على عاتقه سرد حكاية جد البطل، وجدل القرية والمدينة (الرياض). يحفر عميقا في ذاكرة المكان ويقدم لوحات ساحرة عن الجد الذي يكسي حياته بالأسطورية، لتكون واحدة من الشخصيات الغنية والمعقدة التي تحضر في الرواية، وإن كان الحديث عنها بضمير الغائب من خلال ثابت.
يعاين الروائي الشاب مدينة الرياض في تحولاتها وقد "شربت النفط" واتسعت شمالا وجنوبا، ومعها حكاية الأب الذي تشي الرواية بغناه، بينما تفاجئ خاتمتها بقلة ما يتركه للورثة إلى حد أن ابنه سليمان ينوي نبش قبر الوالد (تخييل روائي) للمقلب الذي شربه.
وفي حكاية البطل غالب نشأة في كنف أب قمعي يعذبه بالفلقة، وحكاية عن حب غير مكتمل يجمعه مع غادة (زوجة دبلوماسي) ولوحات وصفية طويلة عن اغترابه في أميركا.
لولا خيط السرد الذي يفلت مرارا من علوان ويبدو مرده إلى رغبة في بناء رواية طويلة، لكانت لغته التي لا تخلو من إشراقات وصفية ومتانة في تراكيبها، قادرة على إنجاز عمل مدهش لو لجأ فيه إلى الاختزال والتكثيف وإغناء شخصيات بأصواتها، ضمن بناء سردي يوجز حكاية يمكنها أن تشوق وتشد متلقيها إليها.
ثمة في الرواية حالة اغتراب يعيشها البطل لا تختلف كثيرا عن تلك التي يحياها الكثيرون في أي من مجاميع المجتمع الذي ينتمي إليه، ويحمل غالب اغترابه المقيم من الرياض إلى أي مكان يحل فيه ويرتحل إليه.
ومن باب حسن الظن بقدرة الروائي الذي يمتلك لغة عالية وحكائية غزيرة، فإن الملل الذي يتسرب إلى المتلقي مقصود، لأن بطله وسارده تختزل حياته كلها بالملل والمشاريع غير المكتملة: طفولة ناقصة ودراسة لم تكتمل بسبب بحث عن العائلة لم يكتمل.
ولعل الرواية بكل تفاصيلها هي البحث الذي لم يقدمه غالب لجامعته، وحب ناقص لا نهاية سعيدة له رغم استمراره عشرين عاما، وخذلان الأمكنة التي لم تكن كسد القندس

Wednesday 2 January 2013

طيور الهوليدي أن..رواية الكاتب ربيع جابر

كتب: رشيد العناني
لا يني شبح الحرب الأهلية اللبنانية التي دامت خمسة عشر عاما رهيبة من منتصف السبعينات إلى مستهل التسعينات من القرن الماضي لا يني يطارد المخيلة الروائية اللبنانية، مخيلة من عاصروا الحرب في شبابهم، ومن عاصروها في صباهم، وحتى من لم يعاصروها، وإنما ولدوا بعد أن وضعت أوزارها. لا يني شبحها يطارد من شاهدها بعينيه، ومن راقبها من المنفى، ومن عاد من المنفى ليسمع حكاياتها ممن اكتوى بنارها يوما بيوم، وعاما بعد عام. لا يني شبح الحرب يطارد المخيلة التي تترجم عن نفسها باللغة العربية أو بالإنكليزية والفرنسية لمن هاجروا في اليفاعة أو ولدوا في المهجر. وإن كانت الحروب تعيش في المخيلة الشعبية والأدبية أجيالا وأجيالا بعد انقضاءها وفناء معاصريها، فإنها لأحرى أن تشغل البال الإبداعي والحياتي وهي بعدُ قريبة، والأسباب التي أوقدت نارها ما زالت كامنة في التركيبة السياسية والاجتماعية والظروف المحيطة، بل وتضاف إلى الأسباب القديمة المخاوف الجديدة من الربيع العربي وثوراته وانقلاباته ونيرانه القابلة للسريان من غير ضابط. 
في هذا السياق تأتي رواية الكاتب اللبناني ربيع جابر الأخيرة، 'طيور الهوليداي إن' الصادرة في 2011 والتي أدرجت مؤخرا على قائمة الست عشرة رواية أو القائمة 
الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر العربية) لعام .2013

للرواية الضخمة التي تتجاوز الستمائة صفحة تركيبة معقدة بعض الشيء. فهي تنقسم إلى 176 فصلا تطول أو تقصر، وهذه الفصول موزعة على عوائل البناية السبع عشرة، إذ يُخصص لكل منها عدد من الفصول ليقص علينا المؤلف فيه - ومن وجهة نظر عليمة بكل شيء - ما صنعته الحرب بأفرادها. على أنّ الفصول المخصصة لكل عائلة لا تتتابع متسلسلة من الألف إلى الياء حتى نفرغ من قصة عائلة فننتقل إلى عائلة أخرى. وإنما يُشرذم الكاتب السرد، وكأنما يعكس بذلك تشرذم الكيان الاجتماعي للبنان من جرّاء الحرب. 
من قرأ قصة إحدى الأسر في هذه الرواية من البداية إلى النهاية، فقد قرأ الكتاب كله. فكلها قصص من مآسي الحرب الأهلية، وإن اختلفت في التفاصيل والفواجع والنهايات. ومن الصعب أن ترسخ في الذاكرة شخصية بعينها أو قصة أسرة بالتحديد من بين الأسر الشاغلة لطوابق البناية، بسبب العدد الهائل من الشخصيات والتشابك المربك للحوادث الراهنة والاسترجاعات العديدة لتواريخ الشخوص والعوائل السابقة على اللحظة الروائية وكل هذا عن طريق الضربات السريعة لفرشاة المصوّر أو بالأحرى قلمه. إلا أن هذا هو على الأرجح قصد الكاتب، فهو لا يريد تصوير شخصية متفردة أو حياة أسرة بعينها، وإنما مأساة بلد كامل خلال محنة حرب أهلية. وغنيّ عن الذكر أن الأثر الكلي للكتاب باعتباره سجلاٍّ لبشاعات الحرب لا يتحقق إلا من خلال بنائه التراكمي كما تقدّم وصفه.  

رواية "ساق البامبو" للروائي الكويتي سعود السنعوسي


كتب أبراهيم فرغلي: 
"لا يوجد مستبدون حيث لا يوجد عبيد" بهذه الجملة التي تعود للبطل القومي الفلبيني "خوزيه ريزال" يُصدِّر الكاتب الكويتي الشاب سعود السنعوسي روايته الجديدة "ساق البامبو"، الصادرة عن الدار العربية للعلوم، وهي عتبة جيدة لهذا النص، من حيث اختيار قائلها، البطل الفلبيني الذي تسبب في قيام ثورة تحرير الفلبين برواية، وبالمقولة المقتطفة عن الاستبداد والعبيد. مع ذلك فليس النص عن الاستبداد والعبيد بقدر ما يتناول استبداد البشر ببعضهم بعضا.
بالرغم من أن هذه هي الرواية الثانية للسنعوسي عقب روايته الأولى "سجين المرايا" التي دشن بها اسمه ككاتب موهوب وواعد، إلا أنها تمتلك الكثير من عوامل النضج الفني، بداية من اختيار المضمون، وكيفية تناوله سرديا، عبر خلق عالم زمني ومكاني شاسع يتوزع على جزر الفلبين التي تشكل جسم ذلك البلد وبين الكويت في زمنها الراهن والمعاصر.

فبطل الرواية "عيسى" كما يطلق عليه أهل الكويت، الذي ينتمي نسبا لوالده الكويتي راشد الطاروف، هو أيضا "هوزيه مندوزا" كما يعرفه أهل أمه في الفلبين التي نشأ فيها وعاش حتى شبابه، فقيرا، موزعا بين هويته التي يعرف، كفلبيني مسيحي، من عائلة بسيطة، وهويته الأخرى التي لا يعرف عنها شيئا ككويتي ابن أحد شهداء تحرير الكويت خلال فترة احتلال الأخيرة من قبل العراق.
في هذا النص ينجح الكاتب في وضع المجتمع الكويتي في مرايا ذاته، بأقصى درجة من الفنية، متيحا الفرصة بحيث يبدو تأمل الذات هنا من وجهة نظر الآخر، لكنه الآخر الذي يقترب كثيرا بحكم ظروف خاصة تسمح له بهذه الرؤية. أي أن الذات هنا يتم تأملها كأنها آخر، وهذا واحد من مفاتيح النجاح الكبيرة في هذا النص. خصوصا وأنه قدم لوحات للنقد الذاتي، ممتزجة بخفة ظل سردي، تبدو في النهاية كلون من الكوميديا السوداء. وبينها مثلا وصول بطل الرواية لأول مرة إلى مطارالكويت ووقوفه في الصف المخصص للكويتيين فيقرعه موظف الجوازات لمجرد أنه رأى ملامحه مختلفة وينهره ويطلب منه الوقوف في صف الوافدين وحين يصل إلى الموظف المختص ينهره الرجل مرة أخرى لأنه كويتي ولا يجب أن يقف مع الوافدين. وهي لقطة مهمة يمكن للوافد ملاحظتها بسهولة.
 تتسم الرواية التي تقع في نحو 400 صفحة من القطع المتوسط، بإحكام سردي، وبلغة رشيقة معتنى بها، وبتمكن من التفاصيل، والانتقال بين الشخصيات والأزمنة الروائية، ما يؤكد الجهد البحثي والمعايشة التي بذلها الكاتب سعود السنعوسي للثقافة الفلبينية والمجتمع في الفلبين، وهي في ظني إضافة مهمة للرواية الكويتية المعاصرة وللرواية العربية الجديدة بشكل عام، وأظن أن اسم سعود السنعوسي سيكون واحدا من الأسماء البارزة في فضاء السرد العربي في المستقبل القريب جدا.