Wednesday 13 March 2013

صخرة هيلدا: رواية جديدة للكاتبة العراقية هدية حسين



عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت صدرت للكاتبة العراقية هدية حسين رواية جديدة بعنوان (صخرة هيلدا) تحكي قصة امرأة مهاجرة رافقتها الهزائم، تصر على شطب الماضي برغم نزيف ذاكرتها، وحيث يضيق الوطن بها ويتسع المنفى لها، وحيث الزمن عندما يتخلخل والمفاهيم حينما تتغير، تعيش عزلتها وترصد تفاصيل منفاها وتذهب الى المناطق السحيقة من أعماقها لتكشف حقيقتها الملتبسة وتحكي حكاياتها لكي تتخلص منها بالحكي فتحضر الأشباح بديلاً عن ألفة البشر ويتولى الصمت فتح المزيد من الثغرات داخل رأسها ليساعدها على النسيان، وبين وهم الحكايات وحقيقة حدوثها تجري أحداث الرواية ب 182 صفحة من القطع المتوسط، ومن خلال تلك الحكايات المركبة تلقي الكاتبة الضوء على الواقع الذي خلفته الحروب والذي ترك آثاره النفسية على المواطنين.
يُذكر أن (صخرة هيلدا) هي الرواية الثامنة لهدية حسين والكتاب الخامس عشر في سلسلة أعمالها الأدبية.
من الرواية:
أدركُ الآن أنني خارج مقاسات الحب وما عدتُ بذاك الزهو الجسدي لتقبّل العلاقة، فلماذا استوطنني فايروس المرض وأكل نصف عمري وما زلت أكافح كي أتخلص منه؟ الآن يا هيلدا أعترف بأنني سئمت حكاية شاهين وأريد أن أستعيدني بذاكرة نظيفة، أسترجع ملامحي قبل أن يطمسها الزمن، كانت الحياة فظة معي وغير مقنعة في مسوّغاتها ولم تعد صالحة للنظر وأنا على هذا البعد الشاسع من تلك الحياة، وأدرك تماماً بأنني لم أعد تلك الزهرة اليانعة التي حان أوان قطافها ولم تُقطف، أنا الآن أقفز عتبات السنين بسرعة لم أكن أحسّها من قبل، لهذا كله أرغب وإنْ جاء الوقت متأخراً بتخليص جسدي من ذاك الفيروس، ربما تسخرين يا هيلدا عندما أصف الحب بالفيروس، أنت معذورة لأنك لا تدركين أن الحب عندنا نحن الشرقيات مثل مرض يستوطن الروح ولا نبرأ منه إلا بعد أن نتكبّد الخسارات، وقد لا نبرأ حتى آخر العمر، وكل ما نطلبه بعد ذلك هو تأجيل الأحزان وليس ردّها.

No comments:

Post a Comment