Wednesday 6 June 2012

رواية جينكيز خان ....رؤيا عاطفية مفترضة لروح الشرير



صدرت في مشروع النشر المشترك بين عن دار نينوى للطباعة والنشر في دمشق ودار ميزابوتاميا في بغداد ، رواية (جينكيزخان) للروائي والناقد العراقي نعيم عبد مهلهل، وفي طبعة ثانية 

وكانت هذه الرواية يسجل فيها نعيم عبد مهلهل سيرة مفترضة للخان المغولي جينكيزخان من خلال مذكرات واحدة من زوجاته قد فازت بآخر المسابقات الادبية التي اقامتها مجلة دبي الثقافية في حقل الرواية.

الرواية رؤية لما جرى في عصر ابتلى بطموح القادة وقسوتهم من اجل اخضاع الشعوب لمجد وهم السيف والدماء، وبرؤية مشحونة بسرد الشعر وهواجس ندم واحدة من زوجات الخان يصور الروائي مأساة احتراق المدن (سمر قند، بخارى، بغداد) وغيرها من المدن التي نالت من وحشية المغول واساطير قسوتهم مانالت.

يدخل مهلهل في الرواية الى روح جينكيزخان ويبدا معها محاورات الذات المتجبرة ويذهب اعمق الى خواطر الخان المغولي واحلامه ليصور لنا بدقة ماذا كان خان المغول يملك من دهشة وقسوة وليالي غرام يتنقل فيها بين مخادع نساءه والمدن التي يحرقها .

ويشيد المحرر الثقافي في صحيفة الاتحاد بالرواية ويعدها منجزا مهما في المسيرة الادبية للرواية العراقية لما فيها من رؤية جديدة لم يتعود عليها متابعي نعيم عبد مهلهل ومنجزه، ويمضي متحدثا عن الرواية قائلا :

(نعيم عبد مهلهل المغرم بالحديث عن الآلهة السومرية و الميثولوجيا المندائية التي تسحره منذ أيام صباه الأولى عندما كان طفلا يسكن قرب سوق الصائغين (الصبة) أبتعد في جنكيز خان عن طريقته السردية التي تعود الغوص فيه دائما كنوع من أنواع المغامرة قلما ينوي خوضها كاتب فهذه المرة لن تغرق مفردات مهلهل في ذلك العبق السومري أو تخوض في الماء كأشهر الطقوس المندائية التي يصفها هو على الدوام بالساحرة فهذه المرة سيبحر مهلهل إلى بلاد تقع في شرق آسيا باحثا عن ما وراء المجد الذي خلفه جنكيز خان في غزواته التي فتحت العالم القديم من الصين والسند والهند إلى بلاد الأهرامات في أفريقيا .

يخلق عبد مهلهل واقعا افتراضيا في أحداث الرواية لشخصية أوقيتاي الأوزبكي الذي تستثيره أنباء نشرت في رويتر تكشف جانبا من حياة جنكيز خان فيه مخالفة لما يشاع عنه بأنه كان أميا غير متعلم. الراوي يحاول هنا تكسير الحاجز المعتم الذي يلف شخصية جنكيز خان مضرب الأمثال بالقسوة والسطوة والخوف الكاتب الشفاف حاول الولوج إلى دواخل القائد القاسي كصخور أوزبكستان محاولا استكشاف زاوية شفافة هناك والمحاولة بدءا قد تكون ضربا من ضروب الخيال الذي سخره الكاتب في استنطاق الذاكرة الجمالية للأوزبكي يسرد بضعة من الوثائق التاريخية تدل على وجود تلك الزوايا الشفافة في جنكيز خان -
تيلا موجين حبيبة جنكيز خان التي تسكن إحدى زوايا القلب المحاط برعود الغزوات كانت المفتاح الأول للولوج إلى دواخل جنكيز خان إضافة إلى ما جاء على لسان أوقيتاي بأسلوب مهلهل الساحر والوثائق الموزعة بين هذا الفصل وذاك ناهيك عن الرؤية المتبصرة للمؤلف التي حللت شخصية جدلية مثل شخصية جنكيز خان وماهيته العاطفية وفق الاستقراء العام لسيكولوجية المنطقة وعلاقتها بالفرد ولم يكن المؤلف هنا كمحامي الشيطان بل أراد بكل إلهام أن يدفع بنا إلى إعادة استكشاف النفس البشرية ومحاولة إعادة التواصل مع الآخر حتى وإن كانوا بقسوة جنكيز خان فهذه هي الوسيلة الوحيدة للتمكن من إبقاء البشرية على قيد الحب في استقراء جديد لمعاني السمو الإنساني كي نعيد جميعا استكشاف أنفسنا والآخرين فلسنا أسوأ من جنكيز خان أو أقسى منه ولكن قد تنقصنا رؤية أوضح للجوانب المشرقة في الآخرين.
دعوة لقراءة الرواية التي تتوفر الان في المكتبات العربية بعد ان شاركت فيها دار النشر في معظم المعارض العربية للكتاب.

No comments:

Post a Comment