Monday 2 July 2012

رواية أبناء السماء للكاتب يحيي القيسي



عندما يدبُّ اليأس من الأرض وأهلها؛ جرَّاء الظلم والفساد والتلوث، تتوق النفس القلقة للبحث عن بدائل أخرى، وحياة أخرى، لأنَّها لا تصدق أنَّها وجدت لتعيش هذه الحياة بكل سوادها وقذاراتها وخبثها، ولا يعقل أنَّ كوناً بهذا الاتساع والتمدد ليس فيه إلا هذه الأرض فقط، فأين مبدأ الزوجية في الكون؟
فكما أنَّ هناك أرضاً تكتوي بنار الظلم والفساد، فلا بدَّ من وجود مكان آخر تغلب عليه السعادة والراحة والرضا والطمأنينة والعدالة. لا بدَّ من وجود حياة أخرى في مكان ما تكون نموذجاً في كل شيء، حياة لا يكون فيها الإنسان مستعبداً يعمل ليل نهار من أجل أن يحافظ على حياته فقط، دون أن تكون أمامه أية فرصة للعيش كما يريد في المكان الذي يريد. فعندما يفقد الإنسان الأمل في عدالة أهل الأرض، واليأس أن يأخذ حقوقه، يتوق إلى حياة أخرى، وعدالة أخرى، ومجتمعات أخرى، تكون نظيفة من كل هذا الخبث. ومن هنا ثارت مجموعة من التساؤلات: هل هناك مخلوقات عاقلة في الكون غيرنا؟ وهل هناك حياة على كواكب أخرى؟ وهل هذا الكون الواسع الممتد غير المحدود يقتصر على الإنسان وحده؟ 
هذه تساؤلات تطرق رأس كل إنسان يُعْمِلُ عقله، وقد تكون سببت الأرق والقلق والحيرة لمن فكر وتساءل، وشكلت بالتأكيد انعطافة في مسيرة تفكير وربما حياة من تورط فيها. وهي تساؤلات وجودية مشروعة. فلا مانع عقلي أو علمي أو حتى ديني من وجود كائنات عاقلة أخرى في الكون. وكما أنَّ عالم الجن موجود ولكن لا نراه، فما يمنع من وجود عوالم أخرى في الأرض أو غيرها؟؟
رواية 'أبناء السماء' للروائي يحيى القيسي تخوض غمار هذه التساؤلات عبر سرد روائي ممتع، يتناول أفكاراً ومذكرات وأبحاثاً وتساؤلات حول وجود آخرين يشاركوننا الكون، عبر تجربة للراوي ولصديقه، هي بشكل أو آخر تجربة حقيقية خاضها المؤلف نفسه كما أكد ذلك في غير لقاء.

No comments:

Post a Comment